في عرسال التي لم يهتد إليها قطار الإنماء اللبناني: 3000 نـازح ضاقت بهم المنـازل فنصبت لهم الخيم

Admin عدد المساهمات : 245 تاريخ التسجيل : 14/04/2009

فوق تلة تشرف على المنطقة السكنية في بلدة عرسال البقاعية، ترتسم معالم مركز للنازحين السوريين، يضم عدداً من الخيم، قد يكون الأول من نوعه في البقاع. المركز مؤشر حقيقي على حجم النزوح المتصاعد للعائلات السورية، عدا عمّا يحمله من «عواقب أمنية»، يدركها الأهالي جيداً، في البلدة التي باتت توأماً للأحداث السورية اليومية والمتسارعة.
لا يحبذ الأهالي والنازحون اقتراب أي إعلامي من مركز النزوح، الذي يضم نحو عشر خيم، يشرف عليها مناصرون لـ «الجماعة الإسلامية»، فاقتراب الإعلاميين منه، دونه منع مشدد والصورة محرمة، لأن «المركز - المخيم» بنظر الأهالي «يحمل رفضاً أمنياً»، يدركونه تماماً. لكن «الهيئة العليا للإغاثة» غائبة، ومنازلهم وجوامعهم لم تعد تتسع للنزوح السوري، الذي وصل عديده إلى ما يزيد عن 600 عائلة، تضم ما يفوق 3000 نازح سوري، من رجال ونساء وأطفال.
الترحيب في تلك الخيم المتراصة يقتصر على أفراد «حملات الحج»، التي باتت شبه يومية في البلدة وأطرافها، حيث يزورها سياسيون لبنانيون، وممثلو هيئات دولية وإغاثية من جنسيات مختلفة، وممثلو وكالات إعلامية عالمية.. وآخر الزائرين كان أمس الأول، المبعوث الإنساني للامم المتحدة في لبنان روبرت واتكنز، الذي طالب بحضور إلزامي لـ «الهيئة العليا للإغاثة» في لبنان إلى المنطقة، للقيام بدورها الإغاثي وبإدارة الحدود اللبنانية - السورية.
عرسال المنطقة المنسية منذ ما قبل العام 1958، تئن اليوم من تهجيرين، الأول يمثله نزوح عائلات سورية تلقى من التعاطف والترحيب الكثير عند الأهالي، الذين يرفعون فوق بيوتهم أعلام «الثورة السورية»، التي كانت السبب الأول في التصويب الإعلامي على البلدة التي كانت مجهولة سابقاً، عند معظم من يزورونها اليوم من المتعاطفين. أولئك الذين حضروا بمواكبهم وإعلامهم، ونسوا الأجندة الإنمائية، التي تحتاج إليها البلدة، وتطلبها أكثر من زيارات التصوير والصخب الإعلامي. فالزيارات لم تقدم ولم تؤخر على صعيد اليوميات المأساوية. كما تعاني عرسال اليوم من تهجير العشرات من عائلاتها، خصوصاً القاطنين في منطقة مشاريع القاع، «بسبب الأحداث الأمنية السورية والتوغلات اليومية، التي تسببت بمقتل سبعة من أبنائها ونسائها، عدا عن وجود عشرات الجرحى، إضافة إلى ترك عائلات عرسالية أرزاقها وممتلكاتها، خصوصاً تلك التي تقع بالقرب من الحدود السورية ـ اللبنانية المتداخلة». في عرسال نشاط ملحوظ لـ «مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين»، التي ينظر إليها الأهالي بكثير من التحفظ، لا سيما أن «تقديماتها متواضعة جداً»، كما يقول المختار حسن محمد الحجيري، الذي يشير إلى أن «الكل يزور عرسال، ولكن لا أحد يقدم ما يكفي لإزاحة الصورة المأساوية عن واقع النازحين السوريين والأهالي المهجرين». يتحدث الحجيري عن مساعدة للأمم المتحدة متواضعة، انطلقت أمس، بعد زيارة واتكنز. فقد اقتصرت المساعدة على 310 قسائم، في حين المطلوب هو 600 قسيمة على عدد العائلات النازحة.
كما يعمل في عرسال عدد من الجمعيات الإغاثية، منها «هيئة الإغاثية الإماراتية»، التي تقدم شهرياً قسائم تموين لكل فرد من النازحين بما قيمته 25 دولاراً، يستبدلها بمواد تموينية يشتريها من تجار متعاملين مع تلك «الهيئة». ويشمل الحضور الإغاثي في عرسال «منظمة أطباء بلا حدود»، و«الصليب الأحمر اللبناني»، بالإضافة إلى «مفوضية اللاجئين».
«الوضع غير مريح في عرسال»، كما يقول بكر الحجيري، منسق «تيار المستقبل»، رافضاً «أن يكون المدخل إلى عرسال فقط من البوابة الأمنية، وموضوع النازحين السوريين، وأعدادهم المتصاعدة، التي باتت فوق إمكانيات أهالي عرسال، الذين هم بدورهم يئنون من واقع يشبه النازحين السوريين، خصوصا أبناء عرسال القاطنين في المناطق القريبة من الداخل السوري، تحديداً في منطقة مشاريع القاع». وفي بعض البيوت العرسالية «يحشر» أفراد أربع عائلات وما يفوق، والمطلوب تحرك عاجل من «الهيئة العليا للإغاثة»، لتدبر أمور النازحين»، كما يقول الحجيري، الذي يشير إلى أن البلدة «مهملة ومهمشة وغائبة عن الأجندة الرسمية. واليوم يتم التعاطي معها فقط من البوابة الأمنية وموضوع الحدود، في حين أن المطلوب على الأقل تعبيد الطرق في البلدة وتأهيلها، التي لم يهتد إليها قطار الإنماء اللبناني».
في عرسال التي لم يهتد إليها قطار الإنماء اللبناني: 3000 نـازح ضاقت بهم المنـازل فنصبت لهم الخيم 72961

في عرسال التي لم يهتد إليها قطار الإنماء اللبناني: 3000 نـازح ضاقت بهم المنـازل فنصبت لهم الخيم 72961

» عرسال تتحدى وزير الدفاع اللبناني
» طريقه تحضير فتة الحمص على الطريقة اللبناني
» عرسال على التلفزيون
» المنتخب اللبناني الذي لو انك تضعه «فوق الجرح قد يطيب»
» من اجل عرسال